الجمعة، 31 ديسمبر 2010

هكــذا هــي

كغيمة صيف عابرة،تعطي الأمل الناقص.. كسراب قريب،يهرب إلى الأمام، ولا يروي..كصياد ماهر،لا تفوته طريدة..كغزالة برية سارحة،تسرق انتباه الجميع،بسحرها ،بلحظها، بقدها، بعطرها،بكحلها الجارح…كقطة برية،لا توقعها الحيلة… بعينيها تصطاد،ولسانها العذب طعم الطريدة…ترمي فتصيب،تصيب فتقتل، ثم تغض الطرف بخيلاء وكبرياء…وكأن الضحية قد انتحرت عند قدميها..طرائدها مزاج عينيها،فلا عدد ولا نوع ولا زمان…مزاجية كغيم شباط، لا يفهمها التقويم ولا تقراها المراصد…هي أصدق عندما لا تقول، وتقول عيناها…هي أجمل عندما تغيب، وتفوح ذكراها.. هي عقرب سوداء، ذو لسعة حمراء، تأسر ولا تقتل ، كمخدر موضعي.. يغلب الوعي، ويستفرد بمفاصل الروح.. تصدق حين تريد القول،وتكذب حين يراد لها أن تقول.. هي سهم رماني،هي سيف يماني، هي وحي أتاني… هي وهم مستحيل لشخص أناني…تتصراع في داخلها ذكريات مضت و أحداث استجدت، ذكرياتها بصمات جسد على جسد، وحديث لا يعرفه أحد.. وما استجد وكان، حديث عيون ومصافحات قليلة.. واختلاجات تتفاعل وتتساءل.. تتعرف وتتجاهل.. هكذا أنت…. لا دليل عليك إلا أنت لكنك يوما ستشهدين لي

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

إلى السفير السعودي في لبنان.. شكرا سعادة السفير/ جريدة النهار اللبنانية


إلى السفير السعودي… شكراً
"الحل المستورد لا يدوم"، بهذه العبارة رد السفير السعودي المحترم علي عواض العسيري على الاسئلة التي وجهت اليه عن المبادرة السعودية - السورية. بهذا الرد يبدو السفير السعودي أكثر صدقا مع اللبنانيين من أنفسهم وأكثر احتراما لدوره من اللبنانيين أنفسهم، كما يبدو أنه الاكثر حياء بين العديد، بل الكثير من المسؤولين اللبنانيين.
لم ينكر سعادة السفير وجود مباحثات سورية - سعودية حول الازمة اللبنانية، ولكنه لم يفاخر لاعتقاده، بل لمعرفته، أن وجود محادثات من هذا النوع في غياب الوجود اللبناني هو أمر غير طبيعي.
الامر الطبيعي هو ان تتولى المملكة العربية السعودية وسوريا رعاية حوار لبناني داخلي للتوصل الى حل، لا أن تتوصلا الى حل، ومن ثم يتبلغه اللبنانيون بالفاكس، أو ربما بالبريد الالكتروني.
الأهم من ذلك، والأشد تأثيراً، هو نصيحة السفير السعودي بالاعتماد على الحل الداخلي "لأن المستورد لا يدوم" مقارنة بتصريحات المسؤولين اللبنانيين بأنهم متكلون على تفاهم "السين - سين" وهم متفائلون بذلك.
لا ينفك المرددون للازمة "السين - سين" يكررونها بخفة وهم لا يدرون أنهم بذلك يرتكبون جريمتين: الاولى هي استقالتهم من الدور الذي يفترض بهم الاضطلاع به وهو تمثيل الشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على سيادة البلد واستقلالية قراره. أما الجريمة الثانية فهي انتزاع قيم السيادة والمسؤولية والمبادرة من نفوس الشعب اللبناني الذي أضحى يتبع مسؤوليه على ما هم عليه دون مساءلة او مناقشة، بحيث قلب القاعدة التي تقول: كما تكونون يولى عليكم، لتصبح كما يولى عليكم تكونون.
لطالما كانت السياسة اللبنانية على تقاطع وتناقض مع سياسات دول الطوق العربي، بل دول الاقليم العربي وما بعده، لكن الامر لم يصل الى حد الاعلان الرسمي أن ذلك القرار اللبناني او ذاك مصدره تفاهم خارجي عربيا كان أم غربيا. كان المسؤولون اللبنانيون على اختلافهم يجتهدون في تبرير التقاطعات مع المصالح الخارجية والباسها لباس المصلحة الوطنية حفاظا على ماء الوجه.
أما اليوم، فنحن نشهد مجلسا نيابيا قوامه 128 نائبا وحكومة من ثلاثين وزيرا منبثقة من ذلك المجلس، نشهدهما في حالة استقالة تامة عن الدور الأساس المناط بهما وهو حل مشكلات الناس ورعاية مصالحهم، بينما يتسابق النواب والوزراء وغيرهم من المسؤولين السياسيين في المناكفات السياسية وتبادل التهم والادانات وصولا الى الشتائم في مشهد مؤذ ومهين لم يشهده الواقع اللبناني حتى خلال الحرب الاهلية.
لم يرتق المسؤولون اللبنانيون الى المستوى الذي أبداه السفير السعودي من الاحساس بالمسؤولية سواء من خلال توجيه نصيحته الصادقة والصحيحة وهي عدم الاعتماد على الحل المستورد، أو من ناحية عدم تباهيه بأن حكومته هي أحد صانعي الحل لأزمتنا في غياب مسؤولينا، محترما بذلك مشاعر اللبنانيين في لياقة واضحة تستحق التقدير.
على أمل ان يلتفت اللبنانيون الى مغزى كلام السفير السعودي، وأن يتعلم المسؤولون من سعادة السفير لياقة التصريح وصدق النصيحة، لا يسعنا إلا أن نتوجه الى سعادة السفير بالقول: شكرا سعادة السفير.

سامي الجواد